responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد المدنيّة نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 127

رئيس الطائفة والسيّد المرتضى والمحقّق الحلّي وابن إدريس وغيرهم صريح في خلاف ما ذكراه ، بل هما اعترفا بعدم الضياع وعدم الاختلاط في زمن الأئمّة الثلاثة المؤلّفين للكتب الأربعة وغيرها. ومن المعلوم أنّ هذا القدر يكفينا.

وأيضا العادة قاضية بأنّه لو وقع لاشتهر. وأيضا الحكمة الربّانية وشفقة العترة الطاهرة عليهم‌السلام بالشيعة وأخبارهم بأنّ عملهم في زمن الغيبة الكبرى يكون بأحاديثنا المسطورة في كتبهم تكذّب كلام الفاضلين *.

وقد صرّح الفاضل الشيخ حسن في كتاب المنتقى بأنّ أكثر أنواع الحديث


* كلام المصنّف يقتضي : أنّ في زمن من ذكره كانت الاصول موجودة غير مختلطة والصحيح منها متميّزا عن غيره ، فيلزم على ذلك أنّ كلّ الأحاديث الّتي خالفها المرتضى وابن إدريس والشيخ وغيرهم في فتاويهم كانوا قاطعين بضعفها لتميّزها عن الصحيح المقطوع به ، وإلّا لما جاز لهم تركها والإعراض عنها ، وذلك يخالف دعواه من القطع بصحّتها وعدم اختلاط اصولها الموجب للاعتماد عليها كلّها.

وما ذكره أخيرا من الحكمة الربّانيّة فهلّا كان ذلك موجبا لعدم وجود الخلاف والتضادّ بين الأحاديث المستندة إلى الأئمّة عليهم‌السلام حتّى حصل به العيب على الشيعة والاستدلال به على فساد مذهبهم ورجوع من رجع عن المذهب بهذا الخلل الّذي وقع ، ولم يشعر المصنّف أنّ الابتلاء في دار الدنيا أقرب ما يكون إلى أولياء أهل البيت عليهم‌السلام وكلام أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ ناطق بذلك في الدرر والغرر [١] وغيره من الأئمّة كذلك في مواضع عديدة. على أنّ وجود الضعف في بعض ما ينسب إليهم لا يخلّ بشرائع مذهبهم ولا العمل بأحاديثهم ، فإنّ الموجود في صحيحه ما فيه كفاية ، وبعد ثبوت الاجتهاد المتّفق عليه بين الخاصّ والعامّ ، بل نقل أيضا عن الامم السالفة مع رجوعه إلى أقوالهم وأفعالهم ، ودلّت الأدلّة العقليّة والنقليّة على صحّته وأنّ القدرة المشترطة فيه لا يكون إلّا بعناية إلهيّة ، فكيف يجوز بعد هذا تكذيب الفاضلين ونسبتهم إلى تعمّد الكذب؟ هل قبيح أشنع منه! وكان له أن يرد كلامهما إذا لم يرتضه بما هو أخفّ من ذلك ممّا لا مؤاخذة عليه فيه. ولا موجب لذلك إلّا زيادة الغرور وعدم التقيّد بتدبّر العواقب.


[١] الغرر والدرر ٢ : ٧٠٨ ، ح ١٣٨٥ و ١٣٨٦.

نام کتاب : الفوائد المدنيّة نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست