responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 9  صفحه : 14

و ما كان أحراه بأن يستفيد من هذه القضية درسا حياتيا مفيدا، فيتوجه نحو اللّه سبحانه و يعتبر أن العز، و الشرف، و السؤدد بالقرب منه تعالى، و العمل بما يرضاه، و أن كل شيء بدون اللّه فهو حائل زائل، و زخرف باطل، لا قيمة له، فيربي نفسه على ذكر اللّه، و التقرب إليه لينال كل ما يصبو إليه من عز و شرف و حياة و سعادة.

و لكنه يتخلى عن ذلك كله، ليتبع خطوات الشيطان، و يشمخ بأنفه، و ينظر في عطفه، و يصر مستكبرا صادّا عن ذكر اللّه سبحانه، يتخيل أن بإمكانه أن يحصل على شيء بدون اللّه، و بدون اللجوء إليه سبحانه، فتكون النتيجة هي أنه يجلب لنفسه الوبال، و الدمار، و يخسر الدنيا و الآخرة و بئس للظالمين بدلا.

خلافة النبوة:

أما مطالب عامر بن الطفيل التي عرضها على النبي «صلى اللّه عليه و آله» فهي تنقسم إلى قسمين:

أحدهما: يجسد طموحاته و أطماعه الدنيوية و حبه للتسلط، و الاستئثار، فنجده يساوم النبي «صلى اللّه عليه و آله» -كما فعله مسيلمة الكذاب فيما بعد [1]-ليقاسمه السلطة على الناس، بزعمه، فيقترح عليه أن يكون للنبي «صلى اللّه عليه و آله» السهل، و يكون لعامر أهل الوبر، من دون أن يكون لديه أي مبرر لذلك، سوى الغطرسة و الطغيان، و الاعتزاز بألف أشقر


[1] فقد كتب النبي «صلى اللّه عليه و آله» : أما بعد فإن الأرض لي و لك نصفان.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 9  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست