نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 9 صفحه : 12
ديّة الرجلين لما ذا؟ !
و من جهة ثانية نلاحظ: أن قبيلة عامر قد رفضت الاستجابة لطلب ابن الطفيل بقتل المسلمين، و ذلك وفاء لذمة أبي براء و جواره.
و لا بد أن يكون موقف النبي «صلى اللّه عليه و آله» هذا مؤثرا في إعطاء صورة حسنة للعامريين، و يفترض البعض أيضا: أن ذلك يزيد في حالة عدم الانسجام فيما بين هذه القبيلة و بين عامر بن الطفيل، الذي ارتكب تلك الجريمة النكراء، فهو «صلى اللّه عليه و آله» يريد استمالة بني عامر إلى جانبه، و لهذا قرر التدخل في السياسة الداخلية للقبيلة.
و لكننا نقول: إن بعض النصوص تؤكد أن موقف النبي «صلى اللّه عليه و آله» هذا قد كان منطلقا من قيمة أخلاقية، و رسالية، فرضها عليه واقع أن هذين الرجلين كانا من أهل ذمته «صلى اللّه عليه و آله» ، و لم يقتلا من أجل ذنب أتياه، حسبما أشرنا إليه آنفا.
و يضيف ذلك البعض: أنه كان معيبا في حق بني عامر، ترك الرجال يقتلون، و هم تحت حمايتهم، و لهذا كان الشاعر المسلم كعب بن مالك واضحا في هذا الصدد.
إلى أن قال: و لم يكن محمد يستطيع التخلي عن بني عامر قبل التخلي عن كثير من الآمال، و لكن هذا لم يمنعه من أن يصلي و يطلب من اللّه معاقبة عامر [1].
و لكننا نقول: إنه «صلى اللّه عليه و آله» قد دعا على رعل و ذكوان