نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 9 صفحه : 10
ذلك. من دون أن يقدموا لمجتمعهم أدنى ما توجبه عليهم القيم و المثل الإنسانية، و لا حتى أن يعترفوا لغيرهم بأبسط الحقوق، حتى حق الحياة، فضلا عن حق الحرية، و العيش بكرامة.
الرسل لا تقتل:
و يلاحظ هنا: أن عامر بن الطفيل قد ارتكب عملا شنيعا، يرفضه الخلق الإنساني، و يأنف منه حتى أكثر الناس بعدا عن المعاني الإنسانية و الاخلاقية. ألا و هو قتل الرسول، (حامل كتاب النبي «صلى اللّه عليه و آله») و قد جرت عادة العرب قديما «بأن الرسل لا تقتل» [1]كما أنه يخفر ذمة أبي براء، و ما جرت عادة العرب بذلك أيضا.
و هناك جريمة ثالثة، و هي أن قتله للرسول كان غدرا و غيلة و ذلك أمر لا يستسيغه حر يحترم نفسه، و يطمح إلى ما كان يطمح إليه مثل عامر. مع أنه هو نفسه يرسل إلى النبي «صلى اللّه عليه و آله» يطلب منه دية الرجلين، اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري في طريقه رغم أن عمروا لم يكن يعلم بالعهد الذي أعطاهما إياه الرسول، و رغم أن ما فعله عامر، من شأنه أن ينسف كل العهود و المواثيق، و يعطي حق المعاملة بالمثل الذي تقره جميع الأعراف، و لا تمنع منه الشرائع.
و لكن سماحة الإسلام. . و حرص النبي «صلى اللّه عليه و آله» على أن يعامل الناس بأخلاقه هو، لا على حسب أخلاقهم هم، هو الذي جعله لا