نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 94
رأيه، بل تركهم يظهرون له ما في نفوسهم من دون أي تحفظ أو حياء، و ليتحملوا هم المسؤولية، ثم ليتألفهم بذلك، حتى إذا اختلفوا كان هو الحاسم للخلاف برأيه الصائب، و موقفه الحكيم.
و أخيرا؛ فإن لنا تحفظا على ما ذكره من أن ابن أبي قد رجع بمن معه من المنافقين، و بعض اليهود.
فإن ذكر اليهود هنا في غير محله، لأنه «صلى اللّه عليه و آله» لم يكن يحبذ الاستعانة باليهود، كما أنهم هم أنفسهم ما كانوا ليعينوه على قتال عدوه، و لا يرضى قومهم بذلك منهم، إلا إذا كانوا يريدون أن يكونوا في جيش المسلمين عيونا للمشركين.
و لم يكن ذلك ليخفى على النبي «صلى اللّه عليه و آله» و لا المسلمين، و لعله لأجل ذلك نجده «صلى اللّه عليه و آله» قد رفض قبولهم في هذه الغزوة بالذات، و أرجعهم كما سنرى.
ه: لبس لامة الحرب يعني القتال:
و قد رأينا: أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» بعد أن لبس لامة حربه استجابة لرأي الأكثرية، يرفض الرجوع إلى الرأي الأول، لأن ذلك معناه: أن ينتزع عنه مفهوم خاطئ، يضر بالمصلحة العليا للإسلام و المسلمين، و لا ينسجم مع مركزه كقائد، بل ربما تكون له آثار سيئة و خطيرة على المدى البعيد.
و هذا المفهوم هو أنه رجل ضعيف، تتقاذفه الأهواء و الآراء، و لا يملك اتخاذ القرار؛ بل هو ألعوبة بأيدي أصحابه، و المنتسبين إليه!
كما أن ذلك من شأنه أن يجعل قراراته في المستقبل عرضة للصراعات
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 94