نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 322
يظهر، في حين لم يكن في هذه الغزوة طمع في مال و لا في غنائم، قد أوضح لكل أحد: أن هؤلاء مستميتون في الدفاع عن دينهم و عقيدتهم؛ و أن جراحهم تلك لم تحل دون إقدامهم على ملاحقة عدوهم؛ فهم يطلبون الموت و يسعون إليه، فالوقوف في وجه هؤلاء إنما يعني الوقوف أمام خيارين:
إما موت هؤلاء، و لا يموتون إلا بعد أن يموت معهم كل من يقدرون عليه، و إما موت عدوهم.
و إذا كان جرحاهم على استعداد لمثل هذا، فما حال غيرهم ممن وراءهم، ممن سوف لن يسكتوا عن إمدادهم و مساعدتهم؟ ! .
و إذا فخروج الجرحى كان هو الأصوب، لأن رهبة العدو تكون أعظم، و خوفه يكون أشد، لأنه يعلم أن وراءهم من لا يحب الحياة أكثر منهم.
و لسوف يدرك عدوهم: أن ما جرى في أحد ليس إلا نتيجة نزوة عارضة ألمت، و يصعب تكررها منهم، بعد الذي أصابهم بسببها.
كما و تصير حجة من يريد التشكيك بقدرتهم الطبيعية على المواجهة- من المنافقين أو اليهود-ضعيفة و واهية، يصعب تقبلها.
إذا، فمواجهة المسلمين و هم في قدرتهم الطبيعية، و حين لا يكون ثمة حالة استثنائية-كما جرى في أحد-سوف يكون عملا انتحاريا، لا مبرر له، و لا منطق يساعده.
و لا سيما بعد أن تعلم المسلمون هذا الدرس الصعب، الذي كلفهم غاليا، فإن احتمال حدوث حالة استثنائية بعده يكاد يلحق بالممتنعات.
و لذلك فقد أوقد المسلمون خمسمائة نار، فكبت اللّه بذلك عدوهم،
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 322