responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 300

دلّت على مصارعهم؛ فلم تكترث. و سألت عن الرسول «صلى اللّه عليه و آله» فدلّت عليه؛ فذهبت حتى أخذت بناحية ثوبه.

ثم جعلت تقول: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، لا أبالي إذا سلمت من عطب [1].

و نقول: إن هؤلاء النسوة قد بلغن من المعرفة و الوعي حدا صرن معه يعتبرن وجود النبي «صلى اللّه عليه و آله» كل شيء بالنسبة إليهن، و كل مصيبة بعد النبي «صلى اللّه عليه و آله» هينة، و لا يبالين إن سلم من عطب. فالرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» هو مصدر الطمأنينة، و عنوان الحياة، و الوجود لهن. و بدونه لا طعم للحياة، و لا معنى للبقاء.

و قد بلغ من يقينهن بما يخبر به الرسول «صلى اللّه عليه و آله» : أنهن صرن كأنهن يرينه رأي العين، حتى لتقول أم سعد بن معاذ حينما أخبرها بما للشهيد في الجنة: و من يبكي عليهم بعد هذا؟ ! .

و لا يمكن أن نرجع ذلك كله لشخصية النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، و قوة تأثيرها، و إنما يرجع ذلك-و لا شك-إلى فطرية تعاليم الإسلام و مبادئه، و انسيابها مع المشاعر و العواطف، حتى لتمتزج بوجود الإنسان، و في كل كيانه، و تسري فيه كما يسري الدم في العروق.


[1] السيرة الحلبية ج 2 ص 243 و 251 و 252 و 254، و تاريخ الخميس ج 1 ص 444، و تاريخ الطبري ج 2 ص 210، و الكامل لابن الاثير ج 2 ص 163، و البحار ج 20 ص 98، و اعلام الورى ص 85، و مجمع الزوائد ج 6 ص 115، و حياة الصحابة ج 2 ص 356 عنه، و البداية و النهاية ج 4 ص 47.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست