و هذا يدل: على أن الرسول «صلى اللّه عليه و آله» لم يكن مطمئنا لما ينتهي إليه أمر أصحابه بعده. و لم يكن يعتقد أن مجرد صحبتهم له تدخلهم الجنان، و تجعلهم معصومين، أو أنها تكون أمانا لهم من كل حساب و عقاب، عملوا ما عملوا، و فعلوا ما فعلوا؛ فإن ذلك خلاف ما قرره القرآن الذي يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [2]و قد بحثنا موضوع عدالة الصحابة في موضع آخر [3].
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 15 ص 38، و مغازي الواقدي ج 1 ص 310، و المصنف ج 3 ص 541، و ليراجع ص 575 و ج 5 ص 273.