نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 248
و يترك لأجله فكان له ذلك. و هذا يدل: على أن التمثيل بالشهداء قد كان معلوما لدى الملأ من قريش، و كانوا راضين به.
و لعل أبا سفيان قد كذب هذه الكذبة ليتفادى التمثيل بأصحابه، أو أنها كذبت عن لسانه من محبيه، و من يهمهم أمره.
ه: هذا و ثمة نقاط أخرى فيما تقدم تحتاج إلى إلقاء الأضواء عليها، كقضية قزمان، فإننا نشك في أن يكون النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد أخبر قبل موته أنه من أهل النار، و لعله-لو صحت الرواية-لما علم أنه قتل نفسه، قال: (هو من أهل النار) كما ورد في ذيل رواية الواقدي و المعتزلي [1]فذيل الرواية مقبول، دون صدرها. و كقضية العرجون، فإنها إن لم تكن مع علي «عليه السلام» ، فإننا نظن أنها قد جعلت في مقابل ذي الفقار لعلي «عليه السلام» .
و حسبنا ما ذكرنا هنا، فإن الكلام حول كل ما تقدم يطول.
الصبر في الجهاد:
لقد رأينا في واقعة أحد أن اللّه تعالى قد أنزل آيات في سورة آل عمران ترتبط بالصبر في هذا المقام. و نحن نختار منها الآيات التالية: قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا اَلْجَنَّةَ وَ لَمّٰا يَعْلَمِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ اَلصّٰابِرِينَ [2].
و قال: وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قٰاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمٰا وَهَنُوا لِمٰا أَصٰابَهُمْ فِي
[1] راجع: المغازي ج 1 ص 263 و 264، و شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 14 ص 161.