نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 21
ج: مع موقف عمير في أصالته و نبله:
1-يلاحظ: أن عمير بن وهب ينحي ولد العصماء عن صدرها، ثم يقتلها.
و هذا يؤكد: على أن الإسلام قد ربى أتباعه على أنه ليس ضد الإنسان، و إنما هو ضد مواقفه و تصرفاته المنحرفة عن الحق، و العدل، و الفطرة.
فهو يريد فقط: أن يقضي على مصدر الخطر على الحق و الفطرة.
و حينما لا يبقى ثمة سبيل إلا القضاء على مصدر الفتنة؛ و حيث يكون آخر الدواء الكي؛ فإنه لا بد أن يكتفى بالحد الأدنى، الذي يتحقق فيه الهدف الأقصى، و هو إقامة الدين و الحق.
2-ثم إننا لنكبر هذا التعقل النادر لعمير في موقف حرج و خطير كهذا، حتى إنه ليملك في هذه اللحظات الحساسة جدا أن يتخذ القرار الحاسم و المبدئي، و كما يريده الإسلام، بعيدا عن كل اضطراب و انفعال، لا سيما و هو ضرير، كما قيل، أو ضعيف البصر.
نعم، إنه يتصرف بهدوء و اطمئنان، و وعي، حتى في أحرج اللحظات، و أكثرها إثارة للأعصاب، و تشويشا للحواس.
و مثل ذلك يقال بالنسبة لا متناعهم عن قتل المرأة التي كادت تفضحهم بصياحها في قضية أبي رافع، حين تذكروا نهي النبي «صلى اللّه عليه و آله» عن قتل النساء و الصبيان.
و هذه هي الشخصية الإسلامية التي يريدها الإسلام، و استطاع أن يصدر للعالم الكثير من النماذج الحية لها، من أمثال سلمان، و عمار، و أبي ذر، و المقداد، و الأشتر، و فوق هؤلاء جميعا سيدهم، و إمامهم، و أميرهم، أمير
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 21