نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 168
أنهم ثبتوا؛ لا ريب في فرارهم، كما تدل عليه النصوص.
و قبل أن نشير إلى هذه الناحية لا بد من إلماحة موجزة إلى ما يمكن أن يقال حول ثبات علي «عليه السلام» في هذا الموقف.
إنه مني و أنا منه:
إن قول النبي «صلى اللّه عليه و آله» عن علي «عليه السلام» : إنه مني و أنا منه، لا بد أن نتدبر معناه و مغزاه.
و هو قريب من قوله «صلى اللّه عليه و آله» : حسين مني و أنا من حسين.
و لعل المراد: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو من شجرة النبي، و سائر الناس من شجر شتى، هذه الشجرة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء. و هو «عليه السلام» من طينة رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، لحمه لحمه، و دمه دمه. و هو من النبي «صلى اللّه عليه و آله» سلوكا، و عقيدة، و مبدأ، و نضالا، و أدبا، و خلوصا، و صفاء، الخ. .
كما أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» هو الذي صنع عليا، و علمه، و ثقّفه، و أدّبه. و من الجهة الأخرى، فإن النبي «صلى اللّه عليه و آله» أيضا من علي، حيث إن الوجود الحقيقي للنبي الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» إنما هو بوجود دينه، و مبدئه، و فكره، و عقيدته، و سلوكه، و مواقفه؛ فهذا النبي هو من علي، و علي «عليه السلام» هو الذي سوف يبعثه من جديد من خلال إحيائه لمبادئه، و فضائله، و آدابه، و علومه، و غير ذلك.
و هكذا كان؛ فلولا علي «عليه السلام» لم يبق الإسلام، و لا حفظ الدين.
حتى إننا نجد أحدهم يصلي خلف علي «عليه السلام» مرة؛ فيقول: إنه
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 168