نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 7 صفحه : 170
لا سيف إلا ذو الفقار:
و إن مناداة جبرئيل ب «لا سيف إلا ذو الفقار الخ. .» لها مغزى عميق أيضا، فإنها تأتي تماما في مقابل ما فعله الذين فروا و جلسوا يتآمرون-هل يرسلون ابن أبي لأبي سفيان ليتوسط لهم عنده؟
أم أن كونهم من قومهم، و بني عمهم يجعلهم لا شيء عليهم، أم يرجعون إلى دينهم الأول؟ -كما سيأتي-فإن كل ذلك يدل على أن الذي كان سيفه خالصا للّه حقا هو أمير المؤمنين «عليه السلام» فإنه لا سيف خالصا للّه، و في سبيل اللّه، إلا سيفه ذو الفقار.
و هذا السيف هو الذي قال عنه أمير المؤمنين «عليه السلام» في رسالته إلى بعض عماله، يتهدده على تلاعبه بأموال الأمة، مشيرا إلى هذا: «و لأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا دخل النار» [1]. لأنه لا يقتل به إلا مستحقها، و لأجل هذا صار لهذا السيف شرف و مجد، و تفرد بين سائر السيوف بأنه في يد علي الذي هو نفس النبي «صلى اللّه عليه و آله» .
كما أن أمير المؤمنين «عليه السلام» هو الذي كان اللّه و رسوله، و جهاد في سبيله، أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه؛ و جراحه الكثيرة جدا شاهد صدق على ذلك.
أما غير علي «عليه السلام» ، فقد كانت نفسه-بدرجات متفاوتة طبعا- أحب إليه من اللّه و رسوله، و جهاد في سبيله. و لأجل ذلك تخلى عن كل ذلك، حينما رأى نفسه تلك في خطر. بل لقد هم بعضهم بأن يتخلى حتى