إن من الطبيعي: أن يكون لا نخذال ابن أبي و رجوعه بمن معه من المنافقين أثر سيء على نفوس المسلمين و معنوياتهم، فإن حدوث الخيانة هذه قد كانت أحد الأسباب الرئيسية لتهيؤ بعض المسلمين نفسيا للهزيمة في المعركة، و هم بنو حارثة، و بنو سلمة.
و قد حكى اللّه ذلك بقوله: إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ [2].
و قد جاءت هذه الخيانة في لحظات حرجة و حساسة، قد مهدت الطريق، و منحت العذر لمن تبقى من المنافقين للفرار في أحرج اللحظات و أخطرها على الإسلام و المسلمين بصورة عامة.
[1] وفاء الوفاء ج 1 ص 283، و تاريخ الخميس ج 1 ص 422 عن الوفاء، و الطبراني في الكبير و الأوسط بسند رجاله ثقات، و ذكر مثل ذلك عن الكشاف و معالم التنزيل و السيرة الحلبية ج 2 ص 220، و شرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 227، و مغازي الواقدي ج 1 ص 215.