نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 78
نعم، و قد:
1-صار ذلك شعار الشيعة، فإنهم كانوا لا يبدأون أحدا بقتال أيضا. قال الجاحظ، و هو يتحدث عن كردويه الأقطع الأيسر (و هو من بطارقة سندان الشجعان) و كان لا يضرب أحدا إلا حطمه، و كان إذا ضرب قتل، قال الجاحظ: «كان كردويه مع فتكه و إقدامه يتشيع؛ فكان لا يبدأ بقتال حتى يبتدأ» [1].
2-كان النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد أسر أبا عزة الجمحي في بدر، ثم من عليه لأجل بناته الخمس، و أخذ عليه العهد أن لا يعود إلى حرب المسلمين، و أن لا يظاهر عليه أحدا. لكنه عاد فنقض العهد، و ألب القبائل، و شارك في معركة أحد، فأسر، و طلب العفو، فرفض النبي «صلى اللّه عليه و آله» طلبه؛ حتى لا يمسح عارضيه في مكة و يقول: إنه سخر من محمد مرتين.
و لسوف نتعرض لهذه القضية في آخر غزوة حمراء الأسد إن شاء اللّه.
و بذلك يكون النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد ضرب المثل الأعلى للمؤمن اليقظ، الذي لا يخدع، و لا يستغل، و لا مجال لأن يسخر منه أحد؛ فهناك الكلمة المروية عن الرسول «صلى اللّه عليه و آله» ، و التي لا يجهلها أحد: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» [2].
و قد شهد معاوية للحسين و أبيه أنهما لا يخدعان، و ذلك حينما قال
[1] البرصان و العرجان و العميان و الحولان للجاحظ ص 333.
[2] مسند أحمد ج 2 ص 115 و 373، و راجع: فيض الباري ج 4 ص 396.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 78