نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 69
2-و من الجهة الأخرى فقد قويت نفوس المسلمين بذلك، و عادت لهم الثقة بأنفسهم بصورة ظاهرة، و شجعهم هذا الانتصار غير المتوقع على مواجهة ما كان إلى الأمس القريب يرعبهم حتى احتماله، فضلا عن التفكير فيه، أو مواجهته. و قد كان هذا الانتصار في المستوى الذي صعب على بعض أهل المدينة التصديق به.
نعم، لقد زادهم هذا الانتصار إيمانا، و يقينا، و ثقة بدينهم و نبيهم. و لا سيما بملاحظة حجم الخسائر التي مني بها عدوهم.
3-و لقد أعانتهم تلك الغنائم التي حصلوا عليها إلى حد كبير على مواجهة مشاكلهم الإقتصادية الملحة، كما أنها فتحت شهية الطامعين، و جعلتهم على استعداد للمشاركة، بل و يتطلعون إلى نظائرها في المستقبل.
4-ثم إنه قد أصبح ينظر إلى المسلمين في المنطقة على أنهم قوة فعالة، لا بد أن يحسب حسابها، و هابتهم القبائل، و بدأت تخطب و دهم، و تتقرب إليهم، و لم يعد من السهل عليها أن تنقض ما أبرمته معهم من معاهدات.
بل و أصبحت تتوقع لهم انتصارات أخرى أيضا، حتى ليقول اليعقوبي عن وقعة ذي قار، التي كانت بعد بدر بأربعة أشهر:
«و أعز اللّه نبيه، و قتل من قريش، فأوفدت العرب وفودها إلى رسول اللّه، و حاربت ربيعة كسرى. و كانت وقعتهم بذي قار، فقالوا: عليكم بشعار التهامي، فنادوا: يا محمد، يا محمد. فهزموا جيوش كسرى» [1].
و بعد هذا، فإن من الطبيعي: أن يترك ذلك أثرا على محاولات قريش