نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 343
سلف ذكرها. و لكن فألهم قد خاب، فها هو الإسلام يزداد قوة، و اتساعا و نفوذا، يوما عن يوم. و ها هو يسجل في بدر العظمى أروع البطولات، و أعظم الانتصارات، فلم يعد يقر لهم قرار، أو يطيب لهم عيش، إذ كان لا بد-بنظرهم-من القضاء على هذا الدين قبل أن يعظم خطره و يكتسح المنطقة، و يضري بهم إعصاره الهادر.
ج: يقظة المسلمين:
و زاد في حنقهم و قلقهم: أنهم رأوا النبي «صلى اللّه عليه و آله» و المسلمين معه، كما أنهم لا يخدعون، و لا يؤخذون بالمكر و الحيلة، كذلك هم لا يستسلمون للضغوط، و لا تثنيهم المصاعب و المشقات مهما عظمت. و كلما زاد الإسلام اتساعا كلما زاد الطموح لدى المسلمين، و الضعف لدى خصومهم، إذا، فلا بد من اهتبال الفرصة، و مناهضة هذا الدين، و القضاء عليه بالسرعة الممكنة.
د: الجيران. . الأعداء:
و يقول الجاحظ: «إن اليهود كانوا جيران المسلمين بيثرب و غيرها؛ و عداوة الجيران شبيهة بعداوة الأقارب، في شدة التمكن و ثبات الحقد، و إنما يعادي الإنسان من يعرف، و يميل على من يرى، و يناقض من يشاكل، و يبدو له عيوب من يخالط، و على قدر الحب و القرب يكون البغض و البعد، و لذلك كانت حروب الجيران و بني الأعمام من سائر الناس و سائر العرب أطول، و عداوتهم أشد.
فلما صار المهاجرون لليهود جيرانا، و قد كانت الأنصار متقدمة
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 343