نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 288
و لو قبلنا: أنهم فعلوا ذلك، فإنه «صلى اللّه عليه و آله» إذا كان يعلم أن في هذا الحكم مصلحة، فإنه يأنس به، و يرتاح له، و لا تأخذه في اللّه لومة لائم، و لذا فهو لا يغتم لتعيير أحد.
و يمكن الجواب عن ذلك: أنه يمكن أن يكون «صلى اللّه عليه و آله» يرى: أن ذلك يهييء الفرصة لأعداء الإسلام لفتنة المؤمنين عن دينهم، و صد غيرهم عن التوجه إليه، و الدخول فيه؛ فهو حينئذ يغتم و يهتم لذلك. و ينتظر الإذن من اللّه بتحويل القبلة لتفويت الفرصة على أعدائه، الذين سوف لن يدعوه و شأنه، و الذين يعيشون في المتناقضات، فإذا صلى إلى قبلتهم عيروه، و إذا تحول عنها، فسيقول السفهاء من الناس: ما و لاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. و هذه هي طبيعة الإنسان الذي لا يرى نفسه مسؤولا عن مواقفه و حركاته و كلماته، و لا ينطلق في مواقفه إلا من موقع السفه، و عدم التثبت.
البراء بن معرور لم يصل لغير الكعبة:
و يذكر هنا: أن البراء بن معرور خرج في سفر مع بعض قومه، فقال لهم: «يا هؤلاء، قد رأيت ألا أدع هذه البنية (يعني الكعبة) مني بظهر، و أن أصلي إليها» .
فقالوا له: و اللّه، ما بلغنا: أن نبينا يصلي إلا إلى الشام، و ما نريد أن نخالفه.
فأصر البراء على الصلاة إلى الكعبة، فكان يصلي إليها، و هم يصلون إلى الشام، حتى قدموا مكة، فسأل النبي «صلى اللّه عليه و آله» عن ذلك، فقال «صلى اللّه عليه و آله» : «لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها» .
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 288