نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 232
فقالت: يا رسول اللّه، و ما لي لا أبكي و نساء قريش قد عيرنني، فقلن لي: إن أباك زوجك من رجل معدم لا مال له.
فقال «صلى اللّه عليه و آله» : لا تبكي يا فاطمة؛ فو اللّه، ما زوجتك أنا، بل اللّه زوجك به الخ. . [1].
نعم، و إذا عرف السبب بطل العجب.
فإن القرشيين بما فيهم نساؤهم، كانوا-في الأكثر-أعداء لعلي و آل علي «عليهم الصلاة و السلام» ، منذ فجر الإسلام، و حتى قبل ظهور الإسلام؛ فإن العداء كان موجودا بين الهاشميين، الذين كانوا-عموما-ملتزمين إجتماعيا، و يحترمون أنفسهم، و لهم من الفضائل و المزايا ما يجعل غيرهم، ممن لم يكن لديه روادع دينية أو وجدانية، ينظر إليهم بعين الحنق و الشنآن، و الإحن و الأضغان.
ثم جاء الإسلام، فكان بنو هاشم-و لا سيما أبو طالب و ولده-أتباعه و حماته، و المدافعين عنه بكل غال و نفيس، ثم كانت الضربة التي تلقتها قريش في بدر، و كان لعلي «عليه السلام» الحظ الأوفر، و النصيب الأكبر حينئذ في إذلال قريش، و تحطيم كبريائها، و كذلك في أحد، و الخندق و غيرهما.
إذن، فمن الطبيعي: أن نجد نساء قريش يحاولن إيجاد المتاعب في بيت علي «عليه السلام» ، و إثارة الفتنة بين علي و زوجته الطاهرة صلوات اللّه و سلامه عليها.
و فاطمة هي التي تشكوهن للرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» ،