responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 5  صفحه : 299

ثم ألقى اللّه النعاس على المسلمين؛ فناموا، و قد ذكر اللّه سبحانه ذلك، و إرسال المطر عليهم؛ فقال: إِذْ يُغَشِّيكُمُ اَلنُّعٰاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطٰانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدٰامَ [1].

نعم، لقد كان ذلك النعاس ضروريا لفئة تواجه هذا الخطر الهائل، و هي تدرك أنها لا تملك من الإمكانات المادية شيئا يذكر لدفعه.

نعم، لا بد من هذا النعاس؛ لئلا تستبد بهم الوساوس في هذا الليل البهيم، الذي تكبر فيه الأشياء و تتضخم، فكيف إذا كانت الاشياء كبيرة بطبيعتها؟

و قد كان هذا النعاس ضروريا أيضا ليحصل لهم الأمن و السكون: «أمنة» و لتقوى قلوبهم بالإيمان و السكينة، حتى لا يضعفوا عن مواجهة الخطر، و حتى يمكن لعقولهم و فكرهم أن يسيطر على طبيعة تصرفاتهم و مواقفهم، بدلا من الضعف و الانفعال، و التوتر. و بواسطة هذا النعاس و ذلك المطر يربط اللّه على قلوبهم، حيث يطمئنون إلى أن اللّه ناظر إليهم، و إلى أن ألطافه و عناياته متوجهة نحوهم، فلا يهتمون بعد ذلك بالحوادث الكاسرة، و لا تهمهم الجيوش بكثرتها الكاثرة.

و في مقابل ذلك، فقد ألقى اللّه تعالى في قلوب الذين كفروا الرعب، و الخوف، كما سنشير إليه إن شاء اللّه تعالى.

و قد يقال: إن اللّه سبحانه قد أخبر في السور المكية، كسورة محمد «صلى اللّه عليه و آله» بعد ذكره الذين تحزبوا ضد أنبيائهم، و ثمود، و فرعون، عن


[1] الآية 11 من سورة الأنفال.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 5  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست