و قد تقدم: أن محمد بن الحنفية حمل في حرب الجمل على رجل من أهل البصرة، قال: فلما غشيته قال: أنا على دين أبي طالب، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه [2].
و ثمة أحاديث أخرى عديدة بهذا المعنى لا مجال لذكرها [3].
لا بد من كتمان الإيمان:
و نستطيع أن نقول: إن سرية إيمان أبي طالب «عليه السلام» كانت ضرورة لا بد منها؛ لأن الدعوة كانت بحاجة إلى شخصية اجتماعية قوية تدعمها، و تحافظ على قائدها، شرط أن لا تكون طرفا في النزاع.
فتتكلم من مركز القوة لتتمكن الدعوة من الحركة، مع عدم مواجهة ضغط كبير يشل حركتها، و يحد من فاعليتها.
قال ابن كثير و غيره: «إذ لو كان أسلم أبو طالب-و نحن نقول لابن كثير: إنه قد أسلم، و لكنه كتم إيمانه و إسلامه مدة-لما كان له عند مشركي قريش و جاهة، و لا كلمة، و لا
[1] الغدير ج 7 ص 388 عن كتاب الحجة ص 24 و 94 و 115. و راجع أمالي الصدوق ص 550.