فهذه الحوادث الجزئية-على ما يظهر-قد دفعت بالنبي «صلى اللّه عليه و آله» إلى اختيار دار الأرقم [2]، الواقعة على الصفا ليجعلها مركزا لدعوته، و محلا لاجتماع أصحابه به، ثم الابتعاد عن أنظار المشركين في عبادتهم و شعائرهم، بدلا من الخروج إلى الشعاب من أجل الصلاة.
فكانت هذه الدار هي مركز حركته و نشاطاته و بقي فيها شهرا [3]و لم يخرج منها حتى تكامل المسلمون أربعين رجلا كما قيل [4]، و قيل: أكثر، و قيل: أقل، و حينئذ خرج «صلى اللّه عليه و آله» ليعلن دعوته، و ليبدأ مرحلة جديدة هي أصعب مرحلة، و أخطرها، و أكثر عنفا، و أشد بلاء.
هذا، و لكن بعض المحققين [5]يحتمل أن يكون «صلى اللّه عليه و آله» قد دخل دار الأرقم مرة أو مرات، و لكن يد السياسة قد طورت هذا الأمر؛ لتكون دار الأرقم في مقابل شعب أبي طالب، بل يدّعون: أنها دعيت دار