نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 75
و غيرهم، و هو ما استقر عليه أمر الدعوة و حكم الجهاد [1].
المرحلة السرية:
و لكننا لا نوافق على استعمال مصطلح «الفترة السرية» هنا إذ إن الظاهر هو أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» لم يكن حينما بعث مأمورا بدعوة عموم الناس كما قدمنا، و لكنه كان يعرض هذا الدين بصورة طوعية و عفوية، و بدون أن يوجه الأنظار إلى ذلك، فكان هناك أفراد يسلمون تباعا.
و قد كان هذا الأسلوب في تلك الفترة ضروريا من أجل الحفاظ على مستقبل الدعوة، حتى لا تتعرض لعمل مسلح يقضي عليها في مهدها، حيث لا بد من إيجاد ثلة من المؤمنين، و من مختلف القبائل يحملون هذه العقيدة و يدافعون عنها، حتى لا يبقى مجال لتصفيتهم السريعة و الحاسمة من قبل أعدائهم الأشرار.
كما أنه «صلى اللّه عليه و آله» أراد أن لا تهدر الطاقات، و تذهب الجهود سدى، و ينتهي الأمر إلى تمزق، و توزع في الثلة المؤمنة، ثم إلى ضياع مدمر.
و أيضا؛ فقد كانت هذه الفترة بمثابة إعداد نفسي، و تربية عقيدية و روحية لتلك الصفوة المؤمنة بربها، و برسالة نبيه الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» ، تمكنهم من الصمود في وجه التحديات التي تنتظرهم.
و إذا كان «صلى اللّه عليه و آله» يريد: أن يقود عملية تغيير شاملة، فلا بد له من إتاحة الفرصة لتهيئة و إعداد القوى التي تستطيع أن تحقق هدفا