responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 259

2-لقد رأت قريش: أن محمدا «صلى اللّه عليه و آله» يريد أن تكون دعوته إنسانية عالمية، لا تختص بعرب مكة و الحجاز و أدركت أن هجرة هؤلاء إلى الحبشة لم تكن متمحضة في الهروب من التعذيب، لأن الكثيرين من أولئك المهاجرين لم يكن ممن يعذب.

هذا عدا عن أنهم يمثلون مختلف القبائل المكية أيضا، و يمثلون رصيدا يملكه الإسلام و المسلمون، و يدّخرونه للوقت المناسب، و أصبح واضحا لكل أحد: أن القضاء على مسلمي مكة لا يعني القضاء على الإسلام.

3-و ترى كذلك: أن معنى هجرة المسلمين هذه، و خروجهم من تحت سلطتها، هو أنها سوف تكون أمام مواجهة شاملة، و أن مصالحها في معرض التهديد و البوار، و قد رأت أن أبا ذر بإقامته بعسفان على طريق القوافل، و كلما أقبلت عير لقريش احتجزها حتى يقولوا: لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، و ظل على ذلك إلى ما بعد حرب أحد، قد ضايقها تلك المضايقة الشديدة مع العلم بأن القضاء على حركته ربما يكون أسهل و أيسر، لأنه في منطقتها، و يمكن تطويقه، و الحد من نشاطه بسرعة؛ لأنه بين أمة كلها تدين لقريش بالولاء، و تقول بمقالتها، كما أنهم ينظرون إليه على أنه غريب و معتد.

إذن فإن وجود المسلمين، و هم من قريش في الصميم في منطقة بعيدة عن نفوذ القرشيين و سلطانهم، و في ملجأ أمين، و منطلق مطمئن، ليشكل أعظم الأخطار على قريش و مصالحها، الأمر الذي يحتم عليها التريث و الصبر، و إحكام التدبير، لا سيما و أنها لا تجد إلى تصفية النبي «صلى اللّه عليه و آله» جسديا حيلة، و لا إلى إسكاته سبيلا، ما دام في حماية شيخ الأبطح، أبي طالب

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست