نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 236
الحفاظ على جنودها، و ليس ذلك نفاقا، و لا انهزاما، لأن هؤلاء المخلصين الذين يراد الحفاظ عليهم هم دائما على استعداد للبذل و العطاء:
أن الإمام الحسين «عليه السلام» الساكت في زمان معاوية هو نفسه الحسين الثائر على يزيد، تحت شعار:
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني فسكوته هناك كان حفاظا على الدين و الحق؛ تماما كما كانت ثورته هنا حفاظا على الحق و الدين، و قد تكلمنا على هذه النقطة في حلف الفضول.
و لأجل ذلك نجد: أنه إذا توقف الحفاظ على الحق على الفداء و التضحية؛ فإن الإسلام يأمر به، و لا يتسامح مع من يمتنع عنه.
و أيضا، فلو كان في الإسلام جفاف و قسوة؛ فربما يبعث ذلك الكثيرين على التخلي عنه، أو بالأحرى على عدم الإقدام عليه.
و لسوف يأتي في إسلام وحشي و غيره: أن البعض كان يسلم؛ لأنه يعرف أن محمدا لا يقتل أصحابه.
فمرونة الإسلام هذه هي التي أعطته قوة الدفع هذه، و مكنته من أن يشق طريقه رغم كل التحديات الكبيرة، و المصاعب الخطيرة، التي واجهته عبر التاريخ.
و واضح: أن مرونة الإسلام هذه لا يجوز أن تفسر على أنها نوع من التساهل في الأحكام؛ ليهون على البعض اعتناق الإسلام، بل هي من قبيل الحفاظ على الإسلام و المسلمين، حيث لا ضرر على المبدأ و الرسالة، و حيث يكون في عدم التقية هدر للطاقات و الإمكانات، حيث لا جدوى من هدرها.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 236