نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 17
في مورد واحد مثلا، فلربما يمكن الاعتذار عن ذلك بأن من الممكن وقوع الاشتباه غير العمدي من أحد النقلة.
و لكن الأمر هنا أبعد من ذلك، فإن التناقض و الاختلاف إن لم يكن في كل ما تضمنته تلك الروايات من نقاط، ففي جلها مما يعني أن ثمة تعمدا للوضع و الجعل، و قديما قيل: «لا حافظة لكذوب» .
هذا كله، مع غض النظر عن المناقضة بين هذه الروايات و بين الرواية التي يذكرها البخاري نفسه في أول كتابه بعد هذه الرواية مباشرة من أن أول ما نزل عليه «صلى اللّه عليه و آله» هو سورة المدثر، و يلاحظ أنه ليس في تلك الرواية ذكر لأي شيء من تلك الأمور الغريبة و العجيبة التي تضمنتها رواية عائشة السابقة عليها؛ فإن عدم ذكرها لشيء من ذلك يورث الشك و الريب، و يثير أكثر من سؤال عن السبب في إهمال التعرض لذلك.
ثالثا: إن رواية الصحاح، بل و سائر الروايات تذكر:
أن جبرئيل قد أخذ النبي «صلى اللّه عليه و آله» فغطه، أي عصره و حبس نفسه أو خنقه حتى بلغ منه الجهد، أو حتى ظن أنه الموت، ثم أرسله، و أمره بالقراءة؛ فأخبره النبي «صلى اللّه عليه و آله» : أنه لا يعرفها، فلم يقنع منه، بل عاد فغطه، ثم أرسله، و هكذا ثلاث مرات.
و لنا على هذا الكلام العديد من الأسئلة.
فإننا لا نعرف ما هو المبرر لذلك كله؟
و كيف جاز لجبرئيل أن يروع النبي الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» ، و أن يؤذيه بالعصر و الخنق، إلى حد أنه «صلى اللّه عليه و آله» يظن أنه الموت، يفعل به ذلك، و هو يراه عاجزا عن القيام بما يأمره به و لا يرحمه، و لا يلين له! !
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 3 صفحه : 17