responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 124

الكون، و يمنحه الرؤية الواضحة، و الوعي الأعمق في تعامله مع الأمور، و معالجته للمشكلات، و لا سيما إذا كان لا بد أن يتحمل مسؤولية قيادة الأمة و العالم بأسره.

و كذلك ليصل هذا النبي الأمي إلى درجة الشهود و العيان بالنسبة إلى ما أوحي إليه، و سمع به عن عظمة ملكوت اللّه سبحانه، و لينتقل من مرحلة السماع إلى مرحلة الرؤية و الشهود، ليزيد في المعرفة يقينا، و في الإيمان رسوخا.

ثالثا: لقد كان الإنسان-و لا سيما العربي آنئذ-يعيش في نطاق ضيق، و ذهنية محدودة، و لا يستطيع أن يتصور أكثر من الأمور الحسية، أو القريبة من الحس، التي كانت تحيط به، أو يلتمس آثارها عن قرب، و ذلك من قبيل الفرس، و السيف، و القمر، و النجوم، و الماء و الكلاء، و نحوها، و يشعر بالحب، و البغض و الشجاعة و غير ذلك.

فكان-و الحالة هذه-لا بد من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الأرحب، الذي استخلفه اللّه فيه، ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه، و يبعث الطموح فيه للتعرف عليه، و استكناه أسراره، و بعد ذلك إحياء الأمل و بث روح جديدة فيه، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجو الضيق الذي يرى نفسه فيه، و من ذلك الواقع المزري، الذي يعاني منه.

و هذا بالطبع ينسحب على كل أمة، و كل جيل، و إلى الأبد.

رابعا: و الأهم من ذلك: أن يلمس هذا الإنسان عظمة اللّه سبحانه، و يدرك بديع صنعه، و عظيم قدرته، من أجل أن يثق بنفسه و دينه، و يطمئن إلى أنه بإيمانه باللّه، إنما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق لا يختار له إلا الأصلح،

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 3  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست