نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 28 صفحه : 38
«هو» صنع ذلك. و لم يقل: «الذي» صنع ذلك. . و ذلك لكي لا يدخل في و هم أحد من قاصري النظر أي و هم يؤثر على سلامة اعتقاده، و ذهابه بهذا الأمر إلى أكثر مما يجوز فيه. .
قتل الدعاة إلى اللّه:
و لا شك في أن قتل بني مرة لذلك الأنصاري كان في غاية القبح، و من موجبات أعظم الخزي، فإنهم لم يقتلوا ذلك الرجل لذنب جناه، و لا لدفع ضرر يأتي من ناحيته، حتى و لو بمستوى أن يأكل من طعامهم، و لا طمعا في ماله، أو بغير ذلك مما يرتبط به. . كما أنهم لم يقتلوه لمجرد التلهي بسفك دمه. .
بل قتلوه لأنه يريد أن يعلمهم لكي يخرجهم من الظلمات إلى النور، و ينيلهم السعادة في الدنيا، و الفوز بجنات اللّه في الآخرة. و لأنه يحمل إليهم رسالة اللّه، و يرشدهم إلى الحق و الخير، و يدعوهم إلى الهدى. . فكان جزاؤه منهم أقبح و أخزى مما جوزي به سنمار. .
و قد أدرك الحارث بن عوف هذه الحقيقة، و أن شعر حسان بن ثابت من شأنه أن يفضح بني مرة في العرب، و يكون له عليهم أوخم العواقب، لا سيما و أن فعلتهم هذه قد جاءت في وقت انتصار الإسلام و انتشاره، و قوته، و ظهور بخوع العرب له، و التزامهم به، و هم يرون ثمرات إسلامهم أمنا و رفعة شأن، و صلاح أمور، و نشوء حضارة، و تخلصا من كثير من المشاكل. .
و إذا أصبحت فعلتهم هذه على ألسنة الشعراء، فتلك هي المصيبة العظمى، و الداء الذي لا دواء له، و لذلك طلب الحارث من النبي «صلى
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 28 صفحه : 38