و واضح أنه: لو أنه تعالى قد استجاب لإبراهيم في جميع ذريته لما كان أبو لهب من أعظم المشركين، و أشدهم على رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» ، و هذا ما يفسر الإتيان بمن التبعيضية في قوله: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي .
و لا يصح القول: بأنه كما خرج أبو لهب فلعل بعض آباء النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد خرج أيضا.
و ذلك لأن كلمة بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ تفيد الاتصال، و الاستمرار من دون انقطاع، أما خروج أبي لهب فهو لا يقطع هذا الاتصال.
إستغفار إبراهيم عليه السّلام لأبيه:
و قد اعترض على القائلين بإيمان جميع آبائه «صلى اللّه عليه و آله» إلى آدم، بأن القرآن الكريم ينص على كفر آزر أبي إبراهيم، قال تعالى: وَ مٰا كٰانَ اِسْتِغْفٰارُ إِبْرٰاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّٰ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهٰا إِيّٰاهُ فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ [3].