نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 35
و كان البيت وحيدا في الصحراء، و كان الناس يتركونه ليلا، و يعودون إليه نهارا، بدليل أن قصيا سمي «مجمعا» ؛ لأنه جمع القبائل حول البيت: لا يصح، بل هو لا يدل أيضا؛ لأن تاريخ مكة قبل قصي خير شاهد على أنها كانت آهلة بالسكان، معمورة، و معروفة و مشهورة، نعم ربما يكون قصي قد نظم سكن القبائل في مكة بالشكل المناسب.
و مهما يكن من أمر، فإن تحديد ذلك لا يهمنا كثيرا الآن، و ما يهمنا هو التعرف على المكانة الدينية لمكة، و مدى ارتباط قبائل العرب، بل و غيرهم بها، و الحديث عن ذلك لا ينفصل عن الحديث عن البيت العتيق، الذي تختضنه مكة، ثم عن قريش التي كان لها شرف خدمة ذلك البيت، فنقول:
ألف: بناء الكعبة:
الكعبة هي أول بيت وضع للناس ببكة، مباركا، و هدى للعالمين، كما هو صريح القرآن [1]، و المعروف المشهور هو: أن واضعه هو شيخ الأنبياء إبراهيم «عليه السلام» .
و لكننا نجد في كلمات أمير المؤمنين «عليه السلام» ما يدل على أن البيت قد كان من لدن آدم أبي البشر «عليه السلام» ، أما إبراهيم فهو رافع قواعده و مشيد بنيانه و أركانه.
قال «عليه السلام» : «ألا ترون أن اللّه سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم، صلوات اللّه عليه، و إلى الآخرين من هذا العالم، بأحجار لا تضر و لا تنفع، و لا تبصر و لا تسمع، فجعلها بيته الحرام، (الذي جعله للناس قياما) .