نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 2 صفحه : 321
الوساوس حارسا، و لأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا، و لألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا، و لجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا، و لما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا، حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه، و زواجر أمثاله إلخ» [1].
المحكم و المتشابه:
هذا و قد أشير إلى وجود المحكم و المتشابه في القرآن في قوله تعالى: مِنْهُ آيٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ اَلْكِتٰابِ وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ اِبْتِغٰاءَ اَلْفِتْنَةِ وَ اِبْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ [2].
هذا، مع العلم بأن اللّه تعالى لا يريد أن ينزل لعباده كتابا فيه الألغاز و الأحاجي، بل هو كما قال تعالى: كِتٰابٌ أَنْزَلْنٰاهُ إِلَيْكَ مُبٰارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيٰاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا اَلْأَلْبٰابِ [3]. و قال: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [4].
إذن، فلا بد أن يراد بالمتشابه معنى ينسجم مع واقع القرآن و أهدافه، و لعل التأمل فيما قدمناه يسهل علينا فهم المراد منه، و لأجل إيضاح ذلك نقول:
إن المتشابه هو الكلام الذي لا ينبئ ظاهره عن المراد، بل يحتمل من لم يكن راسخا في العلم فيه وجوها من المعاني، التي لا يكون بعضها منسجما