responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 240

و إذا كان معاوية قد تولى الشام من قبل عمر، و إذا كان قد موّه على الناس في قضية قتل عثمان، و ألقى في الناس الشبهات الكثيرة حولها، حتى استطاع أن يقود جيشا ليحارب في صفين أعظم رجل بعد الرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» .

و إذا كان قد استغل قضية التحكيم، و أضفى على خلافته نوعا من الشرعية المزورة، التي يمكن تضليل العوام و السذج بواستطها، -إذا كان كل ذلك-فإن من الطبيعي أن يستطيع معاوية الذي وصل إلى الحكم في مثل تلك الظروف الغامضة، أن يصوّر الحسين بن علي «عليه السلام» بعد قتله على أنه باغ و طاغ و طامع، تحركه المصالح الشخصية، بل و حتى خارج عن الإسلام، و العياذ باللّه.

و لسوف يتمكن عن طريق الأخطبوط الأموي المتغلغل في مختلف البلاد، و الذي استطاع أن يضع العراقيل في طريق علي «عليه السلام» ، و غيره من الأئمة الطاهرين، لسوف يتمكن من استغلال تلك الظروف الخاصة، في الحجاز، و العراق، و في الشام، أبشع استغلال، و لا سيما بالنسبة لأهل الشام، الذين ما كان يمكنهم إدراك واقع ما يجري و ما يحدث إلا عن طريق الجهاز الأموي نفسه.

يضاف إلى ذلك كله:

أنه قد كان ثمة في عهد الخلفاء قبل علي «عليه السلام» ، و لأهداف سياسية معينة، حصار مضروب على كبار الصحابة، فلم تتح لهم الفرصة ليتفرقوا في البلاد، و ينشروا تعاليم النبي الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» على حقيقتها، بل حصروهم في المدينة مدة طويلة، و من استطاع منهم الإفلات

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست