responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 101

في عملية التغيير للحاضر الذي يعيشه، و التخطيط الصحيح و السليم للمستقبل الذي يقدم عليه.

فإذا توفرت كل تلك العناصر لأية أمة، فإنها و لا شك سوف تكون قادرة على أن تبني حضارة، و تصنع لنفسها مستقبلا مغريا و زاهرا و مجيدا.

و قد كانت كل تلك العناصر متوفرة في منطقة اليمن، باستثناء العنصر الأخير منها، و كان فقدانها له بالذات هو السبب في أنها لم تستطع أن تفيد شيئا من تلك القدرات و الإمكانات التي توفرت لها، و لا يحدثنا التاريخ عن شيء ذي بال تميزت به اليمن في تاريخها القديم، سواء على الصعيد الفكري، أو الحضاري، أو غير ذلك، و لا كان فيها ما يعبر عن نظرة واعية، أو عقلية متطورة تتلاءم مع حجم إمكاناتها تلك.

كما أن الديانة اليهودية المحرّفة، التي سيطرت عليها حقبة من الزمن، لم تستطع أن تقدم لها شيئا يذكر في مجال النهوض بأهلها، و الخروج بهم من ظلمات جهلهم، و التخفيف من شقائهم و آلامهم، تماما كما لم تستطع المسيحية المحرفة في الرومان، و الزرادشتية في الفرس، أن تؤثرا تأثيرا يذكر في ذلك.

أما في الحجاز: فقد كانت كل تلك العناصر مفقودة؛ و لكن عندما وجد العنصر الأخير منها-فقط-استطاعت هذه الأمة-و ذلك هو الإعجاز حقا-أن تنتقل من أمة متوحشة بدائية، تتصف بكل صفات الذل و المهانة، إلى أمة لا تدانيها، و لن تدانيها أية أمة أخرى على الإطلاق.

فعرب الحجاز لم يكونوا في الأكثر أهل زراعة، لأن أرضهم لم تكن صالحة لذلك؛ بسبب قلة المياه فيها، حيث لم يكن فيها حتى نهر واحد

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 2  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست