و لا ندري أخيرا، لماذا لم يكره الناس هذا الاسم، فلم يبادروا إلى تغييره من عند أنفسهم، حين علموا بإصرار نبيهم الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» على تغييره بالنسبة لهذه و تلك و سواها؟
ثم لماذا لم يمتنعوا عن التسمية به بعد ذلك؟
رابعا: أبو جويرية:
قد ذكرت الروايات المتقدمة: أن الحارث بن أبي ضرار هو الذي افتدى ابنته جويرية، ثم خطبها النبي «صلى اللّه عليه و آله» إليه، فزوجه إياها.
مع أن المؤرخ الثبت الأقدم ابن واضح اليعقوبي يقول عن جويرية:
«فكان ممن سبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار. و قتل أبوها، و عمها، و زوجها، فوقعت في سهم ثابت بن قيس الخ. .» [2].
خامسا: تخيير جويرية:
جاء في مرسل أبي قلابة بسند صحيح-كما يزعمون-أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» سبا جويرية و تزوجها، فجاءها أبوها، فقال: إن بنتي لا يسبى مثلها فخل سبيلها.
فقال: أرأيت إن خيرتها أليس قد أحسنت؟ !
[1] راجع: الإصابة ج 4 ص 250 و 251 و 254 و 411 و الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج 4 ص 251 و 252 و 405 و غير ذلك كثير.