تقيض مسلم 7 لما ندبه اليه أبو عبدالله الحسين 7 من حمل أعباء النيابة الخاصة ومعه صك الولاية أو الشرف الوضاح والسؤدد الخالد فخرج من مكة للنصف من شهر رمضان [١] على طريق المدينة وإذ وصلها صلى في مسجد الرسول وزار بقعته المقدسة [٢] ووذعه الوداع الأخير ، وجدد هنا لك المواثيق المؤكدة على ما انطوت عليه أضالعه من التضحية والمفادات دون إحدى الحسنيين الحياة السعيدة أوالخلود بالذكر المؤبد بمرضاة رب العالمين ، ثم ودّع أهله وسافر إلى العراق ومعه قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبدالله السلوي وعبدالرحمن بن عبدالله الأزدي [٣] مع دليلين استأجرهما من قيس يدلانه على الطريق [٤].
ولم يأخذ الطريق الجدد إلا وألق الحق معه ولم يهبط الى واد إلا وعبق الصدق يصحبه ومزيج نفسه شهامة من قومه وبسالة من عمه أمير المؤمنين 7 وعزيمة ممن شرفه بالولاية والنيابة عنه سيد الشهداء ، وأنه لايرى الموت دون الحق إلا سعادة والحياة مع الضالمين إلا برما.
وبينا هو يسير الى قصده الأسنى إذ ضل الدليلان عن الطريق فتاهوا في البر
[١] مروج الذهب ج٢ ص٦ / شرح الشريشي على مقامات الحريري ج١ ص١٩٢. [٢] تاريخ الطبري ج٦ ص١٩٨. [٣] كامل ابن الاثير ج٤ ص٩ ، والأخبار الطوال ص٢٣١. [٤] الإرشاد للشيخ المفيد.