نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 35
على النحو الذي أومأنا إليه فتلحقه عوارض تخصه، كما قد بينا قبل.
فلذلك [1] يكون له علم واحد يتكفل به. كما أن
لجميع ما هو صحي علما واحدا.
و قد يعسر علينا أن نعرف حال الواجب و الممكن و الممتنع بالتعريف
المحقق أيضا، بل بوجه العلامة. و جميع ما قيل في تعريف
[2] هذه مما بلغك عن [3] الأولين قد يكاد يقتضي دورا. و ذلك لأنهم، على ما مر لك في فنون
المنطق، إذا أرادوا أن يحدوا الممكن، أخذوا في حده إما الضروري و إما المحال و لا
وجه [4] لهم غير ذلك. و إذا [5] أرادوا أن يحدوا الضروري، أخذوا في
حده إما الممكن و إما المحال.
و إذا [6]
أرادوا أن يحدوا [7]
المحال أخذوا في حده إما الضروري و إما الممكن. مثلا إذا حدوا [8] الممكن قالوا مرة، إنه غير الضروري أو
أنه المعدوم، في الحال الذي ليس وجوده، في أي وقت فرض
[9] من المستقبل، بمحال. ثم إذا
[10] احتاجوا إلى أن يحدوا الضروري قالوا: إما أنه الذي لا يمكن أن يفرض
معدوما، أو أنه الذي إذا فرض بخلاف ما هو عليه
[11] كان محالا. فقد أخذوا الممكن تارة في حده، و المحال أخرى. و أما [12] الممكن فقد كانوا أخذوا، قبل، في حده
إما الضروري و إما المحال. ثم المحال، إذا أرادوا أن يحدوه، أخذوا في حده إما
الضروري بأن يقولوا: إن المحال هو ضروري العدم، و إما الممكن بأن يقولوا: إنه الذي
لا يمكن أن يوجد، أو لفظا آخر يذهب مذهب هذين.
و كذلك ما يقال من أن الممتنع هو الذي لا يمكن أن يكون، أو هو [13] الذي يجب أن لا يكون. و الواجب هو
الذي هو ممتنع و محال أن لا يكون، أو ليس
[14]