«و أمّا وجه الانتفاع بي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب» [١]
إنّ الإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن العسكري
عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف و إن دعت الحكمة إلى استتاره عن الأبصار إلاّ
أنّ اللطف-الّذي هو من أدلّة امتداد الإمامة-قد أوجب أن ينتفع الناس
بوجوده عليه السّلام بشكل من الأشكال، و أشارت الروايات إلى أنّ الانتفاع
به عليه السّلام إنّما يحصل بطريقين:
الأوّل: عامّ لجميع الناس.
الثاني: خاصّ بجملة من الأخيار.
أمّا الانتفاع العامّ؛ فقد جاء في عدّة من
الروايات عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السّلام و منهم
ذاته المباركة عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف فيما نقلناه في صدر الكلام؛
إذ
[١] كمال الدين للصدوق:۴٨۵،
الغيبة للطوسي:٢٩١، الاحتجاج للطبرسي ٢:٢٨۴، الخرائج و الجرائح لقطب الدين
الراوندي ٣:١١١۵، الدرة الباهرة للشهيد الأوّل:۴٨. و انظر: بحار الأنوار
۵٢:٩٢/٧ و ۵٣:١٨/١٠ و ٧۵:٣٨٠/١.