responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السّجود نویسنده : الربيعي، الشيخ داود سلمان    جلد : 1  صفحه : 26

والسجود الذي نروم الحديث عن فضله وآثاره ليس سجود المرائين والمنافقين القائم علىٰ أساس بلوغهم أهداف خسيسة زائلة ، ومقاصد حقيرة عاجلة ، فلا شكّ أنه ليس له من تلك الآثار نصيب ، ولا لفاعله إلاّ الخيبة والخسران.

وإنّما هو السجود الصادق لله عزَّ وجلّ وإن اختلفت شدته ورتبته من ساجد إلىٰ آخر ، وبالجملة فإنّ السجود الصادق لله عزَّ وجلّ له من الآثار والفضائل ما يجلّ وصفها ، وسوف نذكر ما تيسر لنا منها اهتداء بأحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله عليهم‌السلام ، وعلىٰ النحو الآتي

١ ـ مدح الساجدين في القرآن الكريم

لقد مدح الله تعالىٰ الساجدين في أكثر من موضع ، ولا سيّما ممن جمع مع السجود الجهاد في سبيل الله وتحلّى بمكارم الأخلاق ، لأنّ السجود بطبيعته خضوع لله تعالىٰ ، لذا فإنّه يستوجب الزهد بكلِّ شيء من أجله تعالىٰ ، والاقبال علىٰ ما يوفّر رضاه ومحبته ، قال تعالىٰ : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) [١].

أي أنّ سجودهم لله تذللاً وتخشعاً أثّر في وجوههم أثراً ، وهو سيماء الخشوع لله ، ويعرفهم به من رآهم ، وقيل : المراد أثر التراب في جباههم لأنهم كانوا إنّما يسجدون علىٰ التراب ، لا علىٰ الأثواب [٢].


[١] سورة الفتح : ٤٨ / ٢٩.

[٢] الميزان في تفسير القرآن / السيد محمد حسين الطباطبائي ١٨ : ٣٠٠ في تفسير

نام کتاب : السّجود نویسنده : الربيعي، الشيخ داود سلمان    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست