نام کتاب : الزيارة والتوسّل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 148
« اللّهم إنِّي أسألك وأتوسَّل إليك بنبيِّك نبي الرحمة ، يا محمّد يا رسول الله ، إنّي أتوسَّل بك إلى ربِّي في حاجتي ليقضيها لي ، اللّهم فشفِّعه فيَّ » فإنّ هذا الحديث قد استدلَّ به طائفة على جواز التوسُّل بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد مماته.
قالوا ، والكلام لابن تيمية : وليس في التوسُّل دعاء المخلوقين ، ولا استغاثة بالمخلوق ، وإنّما هو دعاء واستغاثة بالله ، لكن فيه سؤال بجاهه ، كما في سنن ابن ماجة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه ذكر في دعاء الخارج للصلاة أن يقول : « اللّهم إنِّي أسألك بحقِّ السائلين عليك ... » الحديث ، ففي هذا الحديث أنّه سأل بحقِّ السائلين عليه .. والله تعالى قد جعل على نفسه حقّاً .. إلى أن قال : وقالت طائفة : ليس في هذا جواز التوسُّل به بعد مماته وفي مغيبه ، بل إنّما فيه التوسُّل في حياته بحضوره ..
ثمّ أخذ ينتصر لهذا الرأي الاَخير ، قائلاً : وذلك التوسُّل به أنّهم كانوا يسألونه أن يدعو لهم ، فيدعو لهم ، ويدعون معه ، ويتوسَّلون بشفاعته ودعائه ، ومثَّل لذلك بحديث الاَعرابي : يا رسول الله ، هلكت الاَموال وانقطعت السبل فادعُ الله لنا أن يمسكها عنّا.
قال : فهذا كان توسُّلهم به في الاستسقاء ونحوه ، ولمّا مات توسَّلوا بالعبّاس رضياللهعنه .. وكذلك معاوية بن أبي سفيان ، استسقى بيزيد بن الاَسود الجرشي ، وقال : اللّهم إنّا نستشفع إليك بخيارنا ، يا يزيد ارفع يديك إلى الله ...
ثمّ ختم بقوله : ولم يذكر أحد من العلماء أنّه يشرع التوسُّل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه ، ولا استحبّوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الاَدعية ، والدعاء مخُّ العبادة [١].