نام کتاب : الزيارة والتوسّل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 130
وأنّي راودتها عن نفسها ، فأبت ، إلاّ أن آتيها بمئة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيتها بها ، فدفعتها إليها ، فأمكنتني من نفسها ، فلمّا قعت بين رجليها قالت : اتقِ الله ، ولا تفضّ الخاتم إلاّ بحقِّه! فقمت وتركت المئة دينار .. فإن كنت تعلم انّي فعلت ذلك من خشيتك ، ففرّج عنّا ... ففرّج الله عنهم فخرجوا »[١].
ولم يكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد بهذا الحديث أن يمتّع أصحابه بقصةٍ من قصص الغابرين ، إنّما كان يريد ما فيها من دروس وعبر ، فهي بعد ما تتركه من أثر وثيق في شحذ الاَرواح وزيادة اليقين ، تؤدّي دور التعليم لواحد من سبل الخلاص من الشدائد ، ألا وهو التوسُّل بالاَعمال الصالحات.
وفي بعض التفاسير أنّ المراد بأصحاب الرقيم في قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبا ً )[٢] هم هؤلاء النفر الثلاثة.
قال الطبرسي ، في ذكر الوجوه الواردة في معنى الرقيم : وقيل أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار ، فانسدّ عليهم ، فقالوا : ليدعُ الله تعالى كل واحد منّا بعمله حتى يفرّج الله عنّا ، ففعلوا ، فنجّاهم الله. قال : رواء النعمان بن بشير ، مرفوعاً [٣].
ـ وفي هذا الباب أيضاً التوسُّل بالكشف عن الاعتقاد المرضي عند الله جلّ شأنه ، كالذي يستفاد من قوله تعالى : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار)[٤]. فقدّموا الاِيمان وسيلةً بين يدي دعائهم.
[١] صحيح البخاري ٤ : ١٧٣ ـ كتاب الاَنبياء ، الباب ٥٣. [٢] سورة الكهف : ١٨ / ٩.[٣] مجمع البيان ٦ : ٦٩٧ ـ ٦٩٨. [٤] سورة آل عمران : ٣ / ١٦.
نام کتاب : الزيارة والتوسّل نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 130