على تحريم المتعة ،
ومنشأ ذلك لعله اختلاف الروايات ، في بيان الظروف التي رافقت نهيه عنها ،
حسبما تقدم .. وقد فاتهم. أن ذلك منشؤه هو تعدد النهي ، بتعدد العودة الى
الممارسة كما أسلفنا .. فمن جانب نجد اصراراً على النهي ، ومن جانب نجد
الاصرار على الاستمرار قولا و عملا على حليتها ، فتعددت الوقائع ، وتعدت
النواهي كذلك.
وعلى كل حال .. فنحن نعرض هنا باختصار
بعض وجهات النظر في السر الدافع الى تحريم المتعة ، من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض).
فيرى ابن حزم ، والباقوري : أن سبب
تحريم عمر للمتعة هو ما رآه من اسراف الناس في الاقبال عليها. [١]
ويقول آخر : انه انما حرم المتعة ، التي
لايشهد فيها شهود ، و لا نجمع الشرائط ، كما ربما يظهر من بعض الروايات
المتقدمة ، ومن كلام الباقوري ، وابن حزم ، أيضاً حيث قال : « وعن عمر بن
الخطاب : أنه انما أنكرها اذا لم يشهد عليها عدلان فقط ، وأباحها بشهادة
عدلين ». [٢]