نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 400
وجعلناه كالسراب ، ولكن فيما ذكرناه كفاية لُاولي الألباب ، والمنصف تكفيه
الإشارة ، والمتعنّت لا ينتفع ولو بألف عبارة.
بقي الكلام في
بيان قول الصادق عليهالسلام : « الله مشتقّ
من إله » [١].
فأقول مجملاً :
يجوز أنْ يجعل ( إله ) اسماً على فِعال بمعنى : مفعول ( مألوه ) ، وأنْ يجعل فعلاً
ماضياً كضرب وتعب بمعنى : عبد ، وأنْ يجعل مصدراً على ( فَعْل ) بإسكان العين.
فعلى الوجه الأوّل يكون ما بعده والإله على وزن فعال ، ويكون معناه ما ذكرناه في
الجواب من أنّ إطلاق هذا الاسم واستعماله بين الأنام يقتضي أنْ يكون في الوجود ذات
معبود يطلق عليه هذا الاسم. وعلى الوجهين الأخيرين يكون على ( فَعْل ) بسكون العين
، ومعناه أنّ العبادة تقتضي وجود معبود في حيّز الوجود ؛ إذ لا يكفي مجرّد إطلاق
الاسم من دون أنْ يكون له مسمّى ، فإنّ الاسم غير المسمّى. والله العالم العاصم.
فيا أيّها
العالمُ الجليلُ والعَلَم النبيل والخائض في بحار التحصيل ، لا تنظر إلى مَنْ قال
وانظر إلى ما قيل ، وتمسّك بذيل الإنصاف يظهر لك الحقّ بالتفصيل ، وتعرف القول
الحقيق بالتفضيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
حرّره
فقيرُ ربّه المنّان أحمد بن صالح بن طعّان ، عامله الله بالعفو والإحسان ، وقد
استتمّ تحريرُ هذه الرسوم ، واستتبّ تحبير هذه الرقوم بالليلة الثالثة والعشرين من
شهر شعبان من السنة الثامنة والسبعين بعد المائتين والألف ، من هجرة المصطفى علّة
الإمكان والأكوان ،صلىاللهعليهوآلهالأعيان
، وأصحابه الممدوحين في القرآن ، والتابعين لهم بإحسان ، واستغفر الله من السهو
والغلط والنسيان ، وزلّات القلم والجَنان واللسان ؛ فإنّه ذو الفضلِ والطولِ
والامتنان.