نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 374
أَنَّهُمْ
مَبْعُوثُونَ )[١] ، وعن بعضهم أنّه قال : يقع الظنّ لمعانٍ أربعة ، منها
معنيان متضادّان أحدهما : الشكّ ، والآخر : اليقين الذي لا شكّ فيه. فأمّا معنى
الشكّ فأكثر من أنْ تحصى شواهده.
وأمّا معنى
اليقين ، فمنه قوله تعالى ( أَنّا ظَنَنّا أَنْ
لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً )[٢] ، ومعناه : علمنا. وقال تعالى ( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا
أَنَّهُمْ مُواقِعُوها )[٣] ، ومعناه : فعلموا بغير شك. قال الشاعر :
رُبّ أمرٍ
فرّجته بغريم
وغيوب كشفتها
بظنون
ومعناه : كشفتها
بيقين وعلم ومعرفة.
وفي حديث وصف
المتّقين : « وإذا مرّوا بآية فيها
تشويق ركنوا إليها ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم » ، أي : أيقنوا أنّ
الجنّة معدّة لهم بين أيديهم ) [٤] .. إلى آخره.
وقال الهروي في
( الغريبين ) في باب الظاء مع النّون : ( قوله تعالى ( وَظَنُّوا أَنَّهُ
واقِعٌ بِهِمْ )[٥] أي : علموا ، ومنه قوله تعالى ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا
رَبِّهِمْ )[٦] ، قال الفرّاء : الظنُّ : العلم هنا. وقال دريد :
أي : أيقنوا
بهم. والظنّ يكون شكّاً ، ويكون يقيناً ) .. إلى آخره.
وبالجملة
، فإطلاق الظنّ
مراداً به العلم شائع ذائع بلا نكير ، ولا ينبّئك مثل خبير ، إلّا إنّه لمّا لم
يصف به نفسه ولم يَردْ عن معدِن العلم وصفُهُ به ، لم يجز إطلاق لفظه عليه وإنْ
كان بعض معانيه صادقاً عليه ، كما مرّ في الجوهر الفرد والاعتقاد.
أمّا الأوّل ؛
فلأنّ معناه على ما صرّح به غير واحد منّا ـ : القائم بذاته المستغني