نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 69
يمنعْها مانعُ الشهوات. ولهذا ورد : « كلُّ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ ، إلا أنْ يكونَ
أبواه هما اللذان يُهوّدانه ، وينصّرانه ، أو يمجّسانه » [١]. وتكون حينئذٍ كمالاً بالفعل لما هو بالفعل ، وإنْ كانت
بالنّسبة لما بعدها في القوّة.
السابع : العقلُ بالفعل.
وهو صيرورةُ
النفس بعد حصول العقل بالملكة ذات معرفة بالحدّ والدليل والنتيجة بغير تعمّل
وتفكير وتأمّل ، وتصير كالأوّليات بالنسبة لها أوّلاً ، فالنظريّات الثانويّات
بالنسبة لها كالأوّليات ، فلذا سمّيت عقلاً بالفعل ؛ لأنّ للنفس أنْ تشاهِدَهُ
وتُدرِكَهُ متى شاءت من الأوقات.
وهذا قد يسمّى
بالعقل المستفاد ، وقد يجعل مغايراً له ، وهو عند الأكثر ، وقد يُجعل العقل
المستفاد قبل العقل بالفعل ؛ وهو أوْلى بالاعتبار.
وقد تُطلق
المعاني ولا سيّما الهيولاني على النفس أيضاً ، بعلاقة السّببيّة والمسبَّبيّة ،
بمعنى كون وجود النفس سبباً لإدراك تلك النظريّات بالنظر للدّليل والمقدّمات.
إذا عرفت هذا
.. فلنرجع إلى شرح ما تضمّنه السؤال ، وتفصيل ذلك الإجمال :
مدّة دوام العقل
فأمّا قولُ
السائل سلّمه اللهُ تعالى ـ : ( إنّ العقل المتعيّنَ في نوعِ الإنسان هل هو مطلقاً
دوام وجوده في كلّ إنسان .. إلى قوله ـ : مدّة الأعمار )؟.
فالجوابُ
: إنّ العقلَ
بمعنى النفس الناطقة وما يرجع لها من المعاني السابقة حاصلٌ لكلّ إنسان ، من غير
فرقٍ بين الأبرارِ والفجّار ؛ لأنّ اللهَ تعالى بمقتضى حكمته النابغة ، ونعمته السابغة
وحجّته البالغة خلق في كلِّ شخصٍ قوّةً واستعداداً لإدراك المضارّ والمنافع ، وبها
تصدرُ الأفعالُ والتروك بالاختيار من غير قاسرٍ ولا رادع ـ ( فَمَنْ شاءَ
[١]الفقيه ٢ : ٢٦ /
٩٦ ، الوسائل ١٥ : ١٢٥ ، أبواب جهاد العدو ، ب ٤٨ ، ح ٣. وفيهما : « ما من مولود
يولد إلّا على الفطرة ، فأبواه اللّذان يهوّدانه وينصرّانه ويمجّسانه ».
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 69