responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 67

وتقديرها. وهذا في غير نفس المعصوم ، فإنّه بالفعل على ولادته العقليّة الأوّليّة ، ولهذا كان يقرأ حين ولادته الكتب السماوية.

الثاني : النفس الناطقة الإنسانية.

وهي قوّة وغريزةٌ يتميّز الإنسانُ بها عن سائر البهائم ، ويستعدّ لقبول العلوم النظريّة وتدبير الصنائع الفكريّة ، ويستوي فيها الأحمقُ والذكيّ ، وتوجد في الغافل والنائم والمُغمى عليه والذاهل.

والعقلُ بهذا المعنى ممّا اصطلح عليه الحكماء واستعملوه في كتاب البرهان ، ويعنون به قوّة النفس التي بها يحصلُ اليقين بالمقدّمات الصادقة الضروريّة من غير توقّف على قياسٍ ولا فكر ، بل بالفطرة الإلهية والطبيعة الإنسانيّة.

وهو بهذا المعنى جزءٌ ما من النفس تحصل به أوائل العلوم ، كالعلمِ بأنّ الاثنين ضعفُ الواحد وأنّ الواحد نصفُ الاثنين ، وغيرها. كما ورد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال « خَلقَ الإنسانَ ذا نفسٍ ناطقة ، إن زكّاها بالعلمِ والعملِ فقد شابهتْ أوائلَ عللِها ، وإذا اعتدلَ مزاجُها وفارقتْ الأضدادَ شابهتْ السبعَ الشّداد » [١].

الثالث : القوّة التي بها يُدرِكُ الإنسانُ الخيرَ والشرّ ، والمضارَّ والمنافع ، والمقتضيات والموانع.

والعقلُ بهذا المعنى مناطُ التكليف والثواب والعقاب ، وهو المقابل للجنون ، وهو المصطلح عليه في لسان الفقهاء ، المشترط مع البلوغ في فنّ العبادات والمعاملات والسياسات. ولا يشترطُ فيه كونُه ذا قوّةٍ نظريّة ولا معرفة حقيّة ، بل قد يكون حصولُهُ في كثيرٍ من الكافرين أكثرَ من حصوله في كثير من المؤمنين.

الرابع : القوّة الدّاعية لاختيار الخير والمنافع ، واجتناب الشرور والمضارّ ، وبها تقوى النفسُ على زجر الدواعي الشهوانيّة وردعِ الوساوس الشيطانيّة.

وهو بمعنى الرشد الزائد على البلوغ ، والعقل في اصطلاح الفقهاء أيضاً. وقد


[١]غرر الحكم ودرر الكلم : ٤٢٣ / ٧٥ ، البحار ٤٠ : ١٦٥ ، بتفاوتٍ يسيرٍ.

نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست