نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 247
وحملوا أخبار
الأمر بالإنصات على الاستحباب ، وأخبار النهي عن القراءة على الكراهة ، وكلاهما لا
يخلو من نظر.
أمّا
الأوّل ؛ فلأنّ مقابلة
الإنصات عند السماع في الجهريّة بالقراءة عند عدم السماع فيها ممّا يدلّ على أنّ
المراد بالإنصات عدم القراءة ، فيكون دليلاً للمحرّم لا عليه.
وأمّا
الثاني ؛ فلأنّ حملَ
هذه الأخبار المتكثّرة على الندب والكراهة من غير معارض خروجٌ عن ظاهر اللفظ بلا
دليل ، كما لا يخفى على نبيه نبيل ، مع أنّ فيها ما يأبى الحمل على الكراهة ،
كصحيح زرارة ومحمّد بن مسلم [١] ، الدالّ على أنّ من قرأ خلف إمام يأتمّ به بعث على غير
الفطرة ، فتأمّل.
مبنى الخلاف في المسألة
الأُولى
وهل الخلاف في
الحرمة والكراهة مبني على الخلاف في وجوب الإنصات واستحبابه فيجزي الخلاف في
الأذكار ، أم لخصوص قصد الجزئيّة بها حرمةً أو كراهةً؟
وجهان ، بل
قولان ، وربّما يشهد للأوّل الظواهر المعلّلة لترك القراءة بالأمر بالإنصات. لكن
ينافيه تنافي الشهرتين في المسألتين ، بل لم ينقل شرطيّة الإنصات في صحّة القراءة
إلّا عن ابن حمزة [٢] ؛ لجعله من واجبات الاقتداء الإنصات لقراءة الإمام.
كما يشهد
للثاني تعليل النهي عن القراءة بالبعث على غير الفطرة ، إلّا أن يحمل على إرادة
القراءة بقصد اللزوم ، كما هو قول الخصوم ، إذ بعثهم على غير الفطرة معلوم.
ولعلّ الأشهر
الثاني ، ويؤيّده فحوى ما في خبر حُمَيْدِ بن المثنى ، بل صحيحه ، عن الصادق عليهالسلام : أكون خلف الإمام وهو يجهر بالقراءة ، فأدعو وأتعوّذ؟
قال : « نعم ،
[١]الكافي ٣ : ٣٧٧
/ ٦ ، الوسائل ٨ : ٣٥٦ أبواب صلاة الجماعة ، ب ٣١ ، ح ٤.