نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 174
محمَّداً
صلىاللهعليهوآلهعبده
ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأُمم على علم منه ، انفرد عن التشاكل والتماثل
من أبناء الجنس ، وانتجبه آمراً وناهياً عنه ، أقامه في سائر عالمه في الأداء عنه [١]
مقامه ؛ إذ كان لا تدركه الأبصار ولا تحويه خواطر الأفكار ، ولا تمثِّله غوامض
الظنون والأسرار ، لا إله إلّا هو الملك الجبّار. قرن الاعتراف بنبوّته بالاعتراف
بلاهوتيّته واختصّه من تكرمته بما لم يَلحقه أحد من بريّته ، فهو أهل ذلك بخاصّته
وخلّته ، إذ لا يختصّ مَنْ يشوبه التغيير ، ولا يلحقه التظنين » [٢] .. إلى آخره.
وهذا من فضائله
صلىاللهعليهوآله قليل من كثير ، وهو قطرة من غدير ، كما لا يخفى على
المتتبّع الخبير.
الصلاة على النبيّ وآله
ولمّا كان
استفاضة القابل من الفاعل متوقّفة على مناسبة بينهما ، فكلَّما كانت المناسبة أتمّ
كانت الاستفاضة أتمّ والاستفادة أعمّ ، وكانت النفوس البشرية إنّما تستفيض من بحر
الذات الأحديّة لافتقارها في كلّ كلّية وجزئيّة ، وكانت محجوبة بحجب العلائق
البدنية ، ومحجوزة بحجز العوائق البشرية ، ومتلوّثة بالكثافات الحيوانيّة. والفاعل
عزّ شأنه في غاية التقدّس والتفرّد ، ونهاية التنزّه والتجرّد ، فلا بدّ للمستفيض
والمستفيد من ذلك البحر الذي يفيض ولا يغيض من واسطة في البين تجمع بين الجهتين ،
فبجهة التجرّد العُليا يستفيض من الحقّ ، وبجهة التعلّق تقبل منه الخلق ، وليس ذلك
إلّا أصحاب الوحي ، وأعظمهم وأرفعهم نبيُّنا الكريم الموصوف في الذكر الحكيم بـ ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )[٣] ؛ ولهذا قال بحر العلم الدافق ، جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام
: « مَنْ كانت له إلى الله
حاجة فليبدأ بالصلاة على محمّدٍ وآل محمّدٍ ، ثمّ يسأل حاجته ، ثمّ يختم بالصلاة
على محمّد وآل محمّد ، فإنَّ الله عزوجلأكرم
من أنْ يقبل