نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 167
الجسيمة حصل له القطع بأنَّ هذا كلّه إنّما صدر عن حكمة ربانيّة وقوةٍ
إلهيّة ، ولا تصدر عن قوّة بشريّة ، وإنَّه لا يمكن صدورها عن أحد من البشر إلّا
بالوحي الإلهي والفيض الرباني ، لا بسحر ولا كهانة ولا رياضة ولا في نوم ولا يقظة.
وذلك لجريان ما أتى به صلىاللهعليهوآله في جميع الأحوال على طبق الحكمة ، ولا يكون كذلك إلّا
إذا كان عن الله عزوجل ، فإنَّ الخطأ والغفلة ، والسهو والنسيان مساوقان
للإنسان.
وممّا يدلّ على
ذلك أنَّ جملة من الكفرة قد أسلموا لمجرّد ما رأوا أخلاقه وسيرَهُ ، وأنَّ جُملةً
من أعدائهِ ومقابليه كانوا في نبوّته مصدّقيه ، وأنَّهم إنّما لم يتّبعوه بمحض
العصبية والحمية الجاهلية ، كما روي أنَّ أبا جهل لعنه الله سُئِل عنه صلىاللهعليهوآله فقال : إنَّه نبيٌّ حقّا ، ولكن متى تكون بنو مخزوم
تبعاً لبني هاشم؟ ولهذا قال تعالى ( وَجَحَدُوا بِها
وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا )[١].
وبالجملة ،
فإنَّ تلك العلامات الظاهرة والمعجزات الباهرة تدلّ بأوضح دلالة وتفصح بأوضح مقالة
أنَّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله(
نبيٌّ ) لا نبيَّ بعده ، كما لم يُدْرك مَنْ قبلَهُ من الأنبياء
مَجْدَهُ.
تعريف النبوّة
وهو مشتق إمّا
من ( النبإ ) بالهمز بمعنى الخبر ؛ لأنَّ النبيّ هو المخبر عن الله تعالى بغير
واسطة أحدٍ من البشر ، أو من ( النبوة ) بمعنى الارتفاع ؛ لارتفاع قدره على جميع
مَنْ سواه. وإمَّا من ( النبيّ ) وهو الطريق الواضح ؛ لأنّ النبيّ هو طريق الخلق
إلى خالقهم ، وموصلهم إلى مراد بارئهم.
وقد تُطلق
النبوّة في بعض الاصطلاحات على قبول النفس القدسية حقائق المعقولات والمعلومات من
جوهر العقل الأوّل ، كما أطلقوا الرسالة على تبليغ تلك المعقولات والمعلومات إلى
المستعدّين لتلك المقبولات.