نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 152
(
وأسأله تسهيلَ ما يلزمُ حملُهُ وتعليمَ ما لا يسعُ جهلُهُ ) لكون ذلك مطلوباً عند الأُدباء محبوباً عند العرب
العُرباء.
والسؤال
: طلب الأدنى من
الأعلى ، كالدعاء في مقابلة الأمر والالتماس ، فإنَّ الأوّل طلبُ الأعلى من الأدنى
، والثاني طلب المساوي من مثله ، فإنْ كان متعلَّقه الاستكشاف ودفع الشبهة فالغالب
فيه التعدية بـ ( عن ) ، كقوله تعالى ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْأَنْفالِ )[١]( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ )[٢] ، وقد يتعدّى بنفسه. وإن كان متعلّقه الاستعطاء من
المال ونحوه فالغالب فيه التعدية بنفسه ، كقوله تعالى ( وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً )[٣]. وقد يتعدّى بـ ( من ) ، كقوله تعالى ( وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ )[٤] ، وهو هنا من قبيل الثاني.
مراتب العلم وفضله
وأصل ( يَسَع :
يوسع ) فحذفت الواو لكونه مكسور العين في الأصل ، وإنّما فُتحت لأجل حرف الحلق.
والقاعدة في مثله حذفها كـ ( يلد ، ويعد ) لوقوعها بين عدوَّين : فتحة وكسرة
أصليّة ؛ لأنَّها إنَّما يناسبها الضمة لا الفتحة والكسرة ، ولهذا حملوا فتحة (
يؤجل ) على الأصالة حيث لم تحذف الواو كما تقرّر في محلّه [٥].
وأراد بالسعة
عدم الجواز ؛ لتشاركهما في إفادة الحَجْر وعدم التجاوز ؛ تشبيهاً للضيق المعنوي
بالضيق الحسّي. وأشار بذلك إلى العلم الشرعي الذي ورد فيه : إنَّ طلبه فريضة على
كلِّ مسلم ومسلمة [٦] وهو العلم المتعلِّق بمعرفة المعارف الخمس الإلهيّة
الاعتقاديّة ، ومعرفة الأحكام الشرعيّة العمليّة ، فإنَّ لكلٍّ من هذين العلمين
مرتبتين يصيران بأحدهما فرضَ كفايةٍ وبالأُخرى فرضَ عينٍ.
فالأُولى
للأوَّل المرتبة التي
يقتدر بها على معرفة ذلك بالأدلّة التفصيليّة ، ودفع