نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 151
الشكر اللغوي بالوصول إلى الشاكر يكون الشكر أخصّ مطلقاً ، ولكن قد عرفت
ضعف القولين وسقوطهما من البيَنْ.
تبصرة :
ثمّ عقّب الحمد
والشكر المذكورين بقوله (
حمداً وشكراً كما هو أهلُهُ )
تنبيهاً على العجز عن
أداء ما هو أهله وحقّه من الحمد والشكر اللذين يستحقّهما على نعمائه المتواترة
وآلائه المتظافرة من النعم الباطنة والظاهرة ، فيكونان حينئذ صوريَّين لا حقيقيّين
، لما مرّ من اعترافه بأنَّ الحمد والشكر المذكورين من جملة النعم التي تستدعي
حمداً وشكراً آخَرينِ ، بناء على جعل الكاف على حقيقتها للتشبيه لا زائدة ؛ إذ
الأصل عدم الزيادة ، مع منافرة تنكيرهما لجعل ( ما ) الموصول صفةً لهما أو نكرةً
موصوفةً بدلاً منهما كما قيل. وإن جُعلت زائدة لزم خلاف الأصل مع عدم الحاجة إليه
، بل ومخالفته لظاهر المقام من الاعتراف بالعجز عن الحمد على ما أنعم به عليه.
ويمكن جعل
الكاف هنا تعليلية مثلها في قوله تعالى ( وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ )[١] ، فيكون حينئذ إشارة إلى أعلى مراتب العبادة من عدم
ملاحظة رجاء الثواب ودفع العقاب ، التي هي عبادة الأحرار ، كما ورد عنهم عليهمالسلام. بمعنى : أنّه يحمده تعالى لأنَّه أهلٌ للحمد ومستحقّ
للشكر مع قطع النظر عن الإنعام على حدّ قول أمير المؤمنين عليهالسلام
: « إلهي ما عبدتُك خوفاً
من نارِك ، ولا طمعاً في جَنَّتِك ، ولكن وجدتُك أهلاً للعبادةِ فعبدتُك » [٢].
ولعلّ هذا أحسن
الوجوه لأوفقيّته بشأن المخلِصِين الأبرار ، جعلنا الله منهم بحقّ محمّد وآله
الأطهار.
وإنّما وحّد
الضمير في « أهله » مراعاة للسجع ؛ ليناسب ما بعده من قوله :