نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 144
معنى الشكر وفلسفته
الشكر لغة
وأمَّا الشكر ،
فالمشهور المنصور أنَّه لُغَةً [١] مرادفٌ للحمد المذكور ، فيجري فيه ما يجري فيه حذو
النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، بل لم يخالف فيه إلّا السيّد الشريف ، فاعتبر فيه
وصول النعمة إلى الشاكر ، فجعل النسبة بينهما العموم المطلق مع احتماله الترادف
أيضاً ، بناءً على عدم التقييد كما هو الظاهر ، إذ ما لعلّه يصلح دليلاً له ضعيفٌ
قاصرٌ.
وأضعف منه ما
عن بعض شرّاح ( الكشّاف ) مِنْ أنَّ الشكر اللّغوي لا يكون إلَّا باللسان. ولعلّه
لما عن ( مجمل اللغة ) من تعريف الشكر بالثناء على الإنسان بما يوليكه [٢]. وتعريفهُ
الثناء بالكلام الجميل [٣] بناء على أنَّ الثناء لا يكون الّا باللسان ولا يكون
بغيره ولو مجازاً.
وفيه
: مع عدم
استلزامه الاختصاص باللسان ، أنَّه معارَضٌ بما عن غير واحد من عدم الاختصاص ، فعن
الخطابي التصريح بأنَّ الثناء يُطلق حقيقة على ما ليس باللسان ، كما في قولك :
أثنى اللهُ سبحانه على ذاته ، وكما في الحديث : « أنْتَ
كما أثنَيتَ على نَفْسِكَ » [٤].
وعن الجوهري
والزمخشري أنَّ الثناء هو الإتيان بما يُشعر بالتعظيم مطلقاً ، سواء كان بآلةِ
اللسان أو بغيرها [٥] ، بل قد يستفاد من تعريف الحمد اللغوي بالثناء باللسان
كما صدر من غير واحد من الأعيان ، إذ لو اختصّ الثناء به لكان ذكره حشواً تُصان
منه التعاريف ويستهجنه الذوق اللّطيف.
[١]كتاب العين ٥ :
٢٩٢ / باب الكاف والشين والراء معهما. لسان العرب ٣ : ٣١٤ حمد.
[٢]مجمل اللغة ٣ :
١٧٣ / باب الشين والكاف وما يثلثهما.
[٣]مجمل اللغة ١ :
٣٧١ / باب الثاء والنون وما يثلثهما.